النظرة الواقعية
إن مما اعتاد عليه الناس فيهذه الأيام التي تسمى بعطلة الربيع، التخييم بالبر، وقد انقسم الناس في استغلال التخييم إلى عدة اقسام:
فمن الناس من يستغل هذا التخييم بشكل متزن، بحيث يكون ترفيهاً مباحاً لا حرام فيه، كأن يقضي نصف يومه في البر مع الأهل والأسرة،ولا يتخلل هذا اليوم أي شيء من الحرام، ومن الناس من يستغله بالأنشطة العلمية كنوع من تغيير الجو، ومنهم من يجعله لقاءات أخوية سواء ثقافية أو رياضية أو شرعية، فهذا الصنف استغل التخييم على الوجه المشروع.
ولكن هناك اناس استغلوا هذا التخييم على غير الوجه الذيينبغي، وبالطرق التي حرمها الشرع، وأخذوا الترفيه المباح غاية ولكنهم جعلوا وسيلته حراماً، فمنهم من يسهر الليالي ويضيع الصلوات، ويترك الأسرة من غير عائل، وقد يزعج الناس بآلات محرمة، ومنهم من يتخذه مكاناً ليقضي فيه شهوته الجنسية، ومن الناس من يجعله مكاناً للغيبة والنميمة، وهناك الكثير الكثير من المظاهر السلبية الأخرى التي تمارس.
وقد سمعنا قصصاً من ذلك يشيب منها الشعر، وتقطر عليها دمع العين، ويتشقق القلب لوقوعها وانتشارها.
** النظرة الشرعية**
(الإسلام أباح الترفيه الحلال)
فالإسلام أباح صور شتى من الترفيه ولكن بشروط، منها: أن لا يكون فيه حرام، وأن لا يضيع فيه ذكر الله، وأن لا تضيع الأوقات بسببه أو من أجله.
ومن الأدلة على اهتمام الإسلام بالترفيه ودعوته وحثه عليه حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه لما قال لأبي ذر: إن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولربك عليك حقا، فاعط كل ذي حق حقه، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على كلامه فصار حديثاً.
ولا يمكن أن يكون الترفيه غاية ووسيلة لترك الفرائض والواجبات كمن يترك الصلاة ويتهاون في أمرها، فإن الله تبارك وتعالى حذر من اهمال الفرض فقد قال عز من قائل: {فويل للمصلين. الَّذِينَ هُمْ عَنْصَلاتِهِمْ سَاهُونَ} سورة الماعون:4-5 كما أن ضياع الصلاة سبب لنزول العذاب قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} سورة مريم:59
ومع التنبيه أنه مع إباحة الترفيه فلا يمكننا ان نبيح ما حرمه ربي العظيم رب الملائكة وكل الخلق أجمعين.
(الإسلام يأمر بالمحافظة على الأوقات):
إن الإسلام أمرنا بالاهتمام بالوقت وعدم تضييعه، وأعلمنا أن الغاية من خلقنا هي عبادته فقال سبحانه{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنسَ إِلأ لِيَعْبُدُونِ}(6)سورة الذاريات.
ومن الأمور العظيمة الدالة على أهمية الوقت أن الله تبارك وتعالى أقسم بالوقت فقال عز من قائل: {والعصر ، إن الإنسان لفي خسر} سورة العصر:1-2
والإنسان يسأل بعد موته عن أربع ومنها عن عمره فيما أفناه، فعن أبي برزة رضيالله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه ما فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه)) رواه الترمذي (2417) وصححه الألباني.
فالوقت أمانة وتضييعه في غير نفع خيانة.
فعلينا أن نرزع لنحصد غداً، فمن جد وجد ومن زرع حصد. ولا نستهين بنعمة الصحة والوقت فقد قال الله تعالى: {فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب}سورة الشرح:7-8
وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على اغتنام الوقت فقال: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))حديث متفق عليه، البخاري ((6412)).
( استحضار المراقبة في كل مكان)
لا يظن الإنسان أنه بمجرد الخروج عن جو المدينة وعن أعين الناس يباح له فعل كل شيء، بل إن غابت أعين الناس فلن تغيب عن نظر الله، والمراقبة من أشرف أعمال القلوب، لأنه من أقوى الأدلة على حياة القلب بالإيمان.
قال الشاعر:
إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل
خلوت ولكن قل على رشريف
ولاتحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
وأولى منه وأخوف قوله تعالى:
{وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ* إِلاَّ* فِي* كِتَابٍ مُّبِينٍ} (16) سورة يونس.
(الخلاصة الشرعية)
فعلينا أن نحافظ على أوقاتنا ولا نقضيها إلا فيما أحل الله تبارك وتعالى، فالتخييم أمر مباح إن لم يكن فيه شيء من الحرام ولا تضييع الأوقات ولا ترك الصلوات والفرائض كالاهتمام بشؤون الأسرة وحاجتها.
وفي الختام أنبه على أهمية الأمر بالمعروف والنهيعن المنكر بضوابطه وآدابه بين المخيمات، فقد قال عز من قائل: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِالْمُنكَرِ } (110) سورة آل عمران، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) رواه مسلم(49).
المصدر:
جريدة الوطن-صفحة الوطن الاسلام
ارشيف العام الماضي2008
إن مما اعتاد عليه الناس فيهذه الأيام التي تسمى بعطلة الربيع، التخييم بالبر، وقد انقسم الناس في استغلال التخييم إلى عدة اقسام:
فمن الناس من يستغل هذا التخييم بشكل متزن، بحيث يكون ترفيهاً مباحاً لا حرام فيه، كأن يقضي نصف يومه في البر مع الأهل والأسرة،ولا يتخلل هذا اليوم أي شيء من الحرام، ومن الناس من يستغله بالأنشطة العلمية كنوع من تغيير الجو، ومنهم من يجعله لقاءات أخوية سواء ثقافية أو رياضية أو شرعية، فهذا الصنف استغل التخييم على الوجه المشروع.
ولكن هناك اناس استغلوا هذا التخييم على غير الوجه الذيينبغي، وبالطرق التي حرمها الشرع، وأخذوا الترفيه المباح غاية ولكنهم جعلوا وسيلته حراماً، فمنهم من يسهر الليالي ويضيع الصلوات، ويترك الأسرة من غير عائل، وقد يزعج الناس بآلات محرمة، ومنهم من يتخذه مكاناً ليقضي فيه شهوته الجنسية، ومن الناس من يجعله مكاناً للغيبة والنميمة، وهناك الكثير الكثير من المظاهر السلبية الأخرى التي تمارس.
وقد سمعنا قصصاً من ذلك يشيب منها الشعر، وتقطر عليها دمع العين، ويتشقق القلب لوقوعها وانتشارها.
** النظرة الشرعية**
(الإسلام أباح الترفيه الحلال)
فالإسلام أباح صور شتى من الترفيه ولكن بشروط، منها: أن لا يكون فيه حرام، وأن لا يضيع فيه ذكر الله، وأن لا تضيع الأوقات بسببه أو من أجله.
ومن الأدلة على اهتمام الإسلام بالترفيه ودعوته وحثه عليه حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه لما قال لأبي ذر: إن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولربك عليك حقا، فاعط كل ذي حق حقه، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على كلامه فصار حديثاً.
ولا يمكن أن يكون الترفيه غاية ووسيلة لترك الفرائض والواجبات كمن يترك الصلاة ويتهاون في أمرها، فإن الله تبارك وتعالى حذر من اهمال الفرض فقد قال عز من قائل: {فويل للمصلين. الَّذِينَ هُمْ عَنْصَلاتِهِمْ سَاهُونَ} سورة الماعون:4-5 كما أن ضياع الصلاة سبب لنزول العذاب قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} سورة مريم:59
ومع التنبيه أنه مع إباحة الترفيه فلا يمكننا ان نبيح ما حرمه ربي العظيم رب الملائكة وكل الخلق أجمعين.
(الإسلام يأمر بالمحافظة على الأوقات):
إن الإسلام أمرنا بالاهتمام بالوقت وعدم تضييعه، وأعلمنا أن الغاية من خلقنا هي عبادته فقال سبحانه{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنسَ إِلأ لِيَعْبُدُونِ}(6)سورة الذاريات.
ومن الأمور العظيمة الدالة على أهمية الوقت أن الله تبارك وتعالى أقسم بالوقت فقال عز من قائل: {والعصر ، إن الإنسان لفي خسر} سورة العصر:1-2
والإنسان يسأل بعد موته عن أربع ومنها عن عمره فيما أفناه، فعن أبي برزة رضيالله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه ما فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه)) رواه الترمذي (2417) وصححه الألباني.
فالوقت أمانة وتضييعه في غير نفع خيانة.
فعلينا أن نرزع لنحصد غداً، فمن جد وجد ومن زرع حصد. ولا نستهين بنعمة الصحة والوقت فقد قال الله تعالى: {فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب}سورة الشرح:7-8
وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على اغتنام الوقت فقال: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))حديث متفق عليه، البخاري ((6412)).
( استحضار المراقبة في كل مكان)
لا يظن الإنسان أنه بمجرد الخروج عن جو المدينة وعن أعين الناس يباح له فعل كل شيء، بل إن غابت أعين الناس فلن تغيب عن نظر الله، والمراقبة من أشرف أعمال القلوب، لأنه من أقوى الأدلة على حياة القلب بالإيمان.
قال الشاعر:
إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل
خلوت ولكن قل على رشريف
ولاتحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
وأولى منه وأخوف قوله تعالى:
{وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ* إِلاَّ* فِي* كِتَابٍ مُّبِينٍ} (16) سورة يونس.
(الخلاصة الشرعية)
فعلينا أن نحافظ على أوقاتنا ولا نقضيها إلا فيما أحل الله تبارك وتعالى، فالتخييم أمر مباح إن لم يكن فيه شيء من الحرام ولا تضييع الأوقات ولا ترك الصلوات والفرائض كالاهتمام بشؤون الأسرة وحاجتها.
وفي الختام أنبه على أهمية الأمر بالمعروف والنهيعن المنكر بضوابطه وآدابه بين المخيمات، فقد قال عز من قائل: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِالْمُنكَرِ } (110) سورة آل عمران، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) رواه مسلم(49).
المصدر:
جريدة الوطن-صفحة الوطن الاسلام
ارشيف العام الماضي2008
الأربعاء فبراير 11, 2015 7:42 pm من طرف عبدالله الكوهجي
» طريقه مضمونه عشان تزود منحتك
الأربعاء فبراير 11, 2015 6:48 pm من طرف عبدالله الكوهجي
» الحفل الختامي ﻷنشطة السكن للعام الدراسي 2009-2010
الأربعاء فبراير 11, 2015 6:31 pm من طرف عبدالله الكوهجي
» بين حب وخوف
الأربعاء فبراير 11, 2015 6:30 pm من طرف عبدالله الكوهجي
» تامين قبولات ماجستير في فرنسا (master.france@hotmail.com )
الجمعة نوفمبر 16, 2012 1:41 am من طرف ماستر فرنسا
» مجموعة كتب (سيرة الرسول ) صلى الله عليه و سلم
الأحد يناير 29, 2012 8:35 pm من طرف saloma fouad
» لكل شخص فقد الأمل ....منعوه فمشى فجراً
الأحد يناير 29, 2012 8:34 pm من طرف saloma fouad
» صليت نفس ماما
السبت يناير 21, 2012 10:03 pm من طرف saloma fouad
» هل تريد استمرار المنتدى ؟
السبت يناير 21, 2012 10:00 pm من طرف saloma fouad