الطمأنينة وبرود الأعصاب..

لم يستطع تمالك نفسه عندما وبخه المدير على تأخره وإهماله الذي يتسبب في الخسارة للشركة , فانفجر غاضبا وانتابته حالة هيجان عارمة وكانت النتيجة المتوقعة ..( أنت مطرود )


تخيل معي أن بداخل كل شخص منا كوبا فارغا, فكلما حدث شيء يغضبك يبدأ هذا الكوب في الامتلاء. هذا بالضبط ماحدث في يوم هذا الشخص التعس , حيث اخذ الغضب يتراكم بكوبه حتى سال على الأرض , التي قد تكون مقعدا تركله برجلك .. أو صديقك الذي تغلق في وجهه السماعة.. أو كما حدث لمديرك الذي تنفجر غاضبا في وجهه .. والنتيجة خسارة لاتعوض .

ترويض الغضب .. خطوات عملية..



من هنا ظهر الاهتمام بأساليب التحكم في الغضب وإنشاء مراكز ومستشفيات متخصصة في مثل هذا المجال.

وقد تم بالفعل التوصل إلى عدة استراتيجيات تساعد على إدارة الغضب وترويضه بما يتبعه من شعور سلبي وتغيرات فيسلوجية ومن أهمها .. :

- الاسترخاء

- الاستلقاء على الظهر وإرخاء جميع عضلات الجسم .

- البخور المهدئ والروائح العطرة المفضلة سواء (زهورا – نباتات – شموعا – الخ)

- ممارسة تمرينات التنفس , فيمكنك اخذ نفس عميق جدا من الداخل بحيث يملئ الهواء صدرك ورئتيك , ثم إخراج النفس من فمك ببطء

- الاستحمام بالماء الدافئ وبعض الأملاح المعطرة , والاستلقاء على الأقل لمدة ربع ساعة .

- النوم الكافي ليلا – عدد الساعات التي يحتاجها جسمك .

- العمل على اخذ فترات راحة خلال فترات العمل المتواصلة ولو خمس دقائق لتقليل الضغط العصبي.

- الاستماع القران الكريم بصوت قارئك المفضل وأنت مغمض العينين.

- ذكر الله كثيرا , قال تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " .

- التأمل والتفكر في خلق الله ومشاهدة جوانب الجمال في كل شيء ولو ربع ساعة يوميا.

- ابتسم كثيرا، وان كان مزاجك غير ذلك.

- أغمض عينيك واستعمل خيالك وارجع بذاكرتك لمكان أو موقف جعلك سعيدا.
- ممارسة هذه العادات والتمارين يوميا سوف تجعلك تشعر بتحسن كبير.

2- التواصل

يميل الأشخاص العصبيون عند المناقشة مع الآخرين إلى القفز إلى النتائج والتوقعات التي غالبا ما تكون خاطئة وغير دقيقة . فعندما تشعر أن المناقشة بينك وبين الآخرين قد احتدت، عليك بتهدئة الجو العام ومراقبة ردود أفعالك جيدا.

- عندما يحاول شخص ما انتقادك،فمن الطبيعي أن تكون في موقف مدافع ولكن لا بدأ بالهجوم على الطرف الآخر. وبدلا من ذلك الأفضل أن تحاول فهم الشخص الذي تحادثه وسبب انتقاده وتعامل معه على هذا الأساس.

- قد تحتاج إلى بعض الراحة خلال المناقشة للتنفس وإعادة التفكير ولكن لاتجعل أبدا غضبك أو غضب الطرف الآخر يفقدك أعصابك وقدرتك على التحكم في المناقشة .



،، ومن بعض الطرق التي من خلالها يمكن إدارة الحوار من دون غضب :

** مشاركة الآخرين في حديثهم وإبداء الاهتمام .

** مواجهة الطرف الآخر بما يضايقك بأسلوب لبق .
** ضع حدودا لكل شخص تتعامل معه لا يتعداها، وكن واضحا في هذا.

- استخدام روح الفكاهة


الغضب شعور جاد للغاية ولكنه مصحوب ببعض الأفكار والاعتقادات التي سوف تجعلك تضحك عليها ، تخيل مثلا الشخص الذي أمامك في شكل شخصية كرتونية مضحكة فهذه الطريقة تجعلك مرحا لاتثار بسهولة ولكن احذر شيئين مهمين :

· لاتكن فظا مستفزا ، تهوى المداعبات القاسية التي تغضب الآخرين وتسخر منهم وتستهزئ بهم .

· لاتسخر من نفسك ومن حياتك ، بل من الأفضل استخدام روح الفكاهة لمواجهتها والتعامل معها وتقبل كل شيء بصدر رحب .



4- تغيير البيئة

مع وجود المسؤوليات والأعباء الملقاة على عاتقنا ، غالبا ماتكون البيئة المحيطة ذات تأثير كبير على انفعالاتنا . فمثلا لاتحاول مناقشة شخص في مشكلة ما فور عودته مجهد من العمل ، انتظر على الأقل 15 دقيقة قبل التحدث إليه إلا إذا كان الأمر لا يحتمل التأخير .

وغير ذلك عليك بالنصائح التالية :


· محاولة إيجاد البدائل. مثلا إذا كان الزحام المروري يجعلك غاضبا وعصبيا يمكنك ركوب مترو الإنفاق أو أي وسيلة مواصلات أخرى .

· إذا كنت تعلم أن هناك شخص أو مكانا بعينه يجعلك تغضب ويمكنك تجنبه، فابتعد عنه في الحال.

· فكر في إعطاء نفسك إجازة ترتاح فيها مع عائلتك وأشخاص تحبهم في الأماكن المفضلة لديك.



5- ممارسة الرياضة

عليك أن تخصص جزءا ولو بسيطا جدا من وقتك لممارسة الرياضة مثل السباحة أو الجري أو تمارين الايروبكس والسويدية ، وأهمها المشي فهو يقلل من الضغط العصبي ويساعدك على التفكير المنظم .

وأخيرا تذكر دائما انه لايمكنك التخلص تماما من الشعور الغضب ، بل يمكنك فقط التحكم في حدته وتحويل طاقته السلبية إلى سلوك وأفعال ايجابية .

6- سلاح الدعاء والطلب

إن أكثر مايبرد غليل الإنسان حين يرتبط بالقوة الكونية المطلقة التي تهبه الأمن والأمان والطمأنينة في النفس والسعادة ..

ولعل سائل يسأل مابال المسلمين يذكرون الله ويعيشون بضنك ومشقة وغضب دائم مستمر .

والجواب هو أن هؤلاء لا يذكرون الله ولا يعرفون حقيقة الدعاء ، ويضمرون في أنفسهم ما لا يبدون لك ، فيدعون الله بقلوب قاسية ميتة لاروح فيها .

لذا لايؤثر دعاؤهم في تغيير أنفسهم إلا ماكان مرجعه إلى قوة الكلمات المتلفظة فقط .

لقد وعدنا الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بتحقيق نتيجة هذا الدعاء على سبيل المثال الذي قال فيه ما أصاب مسلما قط هما أو حزن فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته احد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القران ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي) إلا اذهب الله تعالى همه , وأبدله مكان حزنه فرحا).
فهذا الدعاء مشروط بأن يكون كلام الله ربيع القلب ونور الصدر .. بمعنى أن نتعمق في روح القران حتى يصل بنا إلى هذه المرحلة من العظمة والعطاء فيكون بالتالي جلاء للحزن وذهابا للغم، فيكف يحزن قلب فيه روح الكلمات ؟ وكيف يصاب قلب بالغم والغضب وفيه تشع أنوار الرحمن.. فهل نحقق هذه المعادلة .. دعونا نجربها سويا وسنرى من خلالها العجب في راحة النفس وسعادة الوجدان.

قال رسول الله ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب

وجزاااااااااااااك الله خير


اخوك ابو مصعب