القدس - مواجهات و إعتداءات ورشق الحجارة من قبل المستوطنين والمتفرج هو الشرطة

تحول حي الشيخ جراح بالقدس خلال هذه الأيام إلى قنبلة موقوته ، يشوبه التوتر والمواجهات والصدامات في كل لحظة ، في ظل عربدة المستوطنين في الشوارع ، والاعتداء على سكان حي الشيخ جراح وهم مسلحون ، نهارا وليلا وبحماية من الشرطة الاسرائيلية .

حيث قام اليوم الأحد موظفو بلدية الاحتلال بالتعاون مع أفراد الشرطة و حراسة جنود الاحتلال ، بإزالة خيمة عائلة عبد الفتاح الغاوي للمرة العاشرة على التوالي .

كما قام عدد من المستوطنين المستولين على منزل عبد الفتاح الغاوي برشق اطفال الحي بالحجارة والليمون أثناء تنفيذ فعالية الرسم للأطفال .

المستوطنون يعتدون على متضامن
وفي ظهر أمس السبت قام العشرات من المستوطنين بالاعتداء على متضامن فرنسي أثناء تواجده أمام خيمة عائلة الغاوي ، مما أدى إلى إصابته بنزيف في رأسه ، والفتى مصطفى الغاوي برضوض في يديه وبطنه بعد رشقه بالحجارة وفقد وعيه من شدة الألم.

و لدى حضور الشرطة للمكان لم تهتم لشكوى السكان حول المستوطنين الذين إعتدوا عليهم ، ورغم قيام المواطنين بالكشف عن هوية المستوطنين المعتدين ، إلا أن الشرطة لم تكترث وسمحت لهم بالفرار من المكان .

عائلة الصباغ
إلى ذلك قام العشرات من المستوطنين بالإعتداء على عائلة الصباغ في الساعة الواحدة ليلا بينما كانوا نيام ، مستخدمين أسلحتهم ورشقوا الحجارة نحو المنازل ورددوا الهتافات العنصرية التي تدعو إلى موت العرب ورحليهم .

مع العلم أن منازل عائلة الصباغ محاذية لمنزل المواطنة ام كامل الكرد الذي إستولى عليه المستوطنون في شهر تموز من العام الماضي ، ومن الجهة الثانية تعيش بالقرب منهم ثلاث عائلات متطرفة ، فيما يعيش في منازل الصباغ ثماني عائلات هي : الأشقاء محمد واسامه وباسم وبسام وغالب ، وثلاثة أولاد متزوجين للشقيق محمد هم عبد وعلاء وعنان .

حيث قام المتطرفون بإقتحام حوش عائلة الصباغ والاعتداء باعقاب مسدساتهم على الشاب عبد محمد الصباغ ، وتامر باسم الصباغ ، وحسام اسامه الصباغ ، وركلوا زوجة عبد الحامل في شهرها السادس في بطنها ، كما إعتدوا على المواطنات دلال باسم الصباغ وإبنتها ندين ، وأم حسن أسامه الصباغ و إبنتها رمزية التي ركلوها بمعدتها وأم محمد الصباغ ، مما ادى إلى إصابتهن برضوض في أجسادهن ، وتم نقل معظمهم للعلاج في مستشفى المقاصد .

واشارت عائلة الصباغ أنه الاعتداء الثاني عليها خلال أسبوع ، حيث قاموا قبل ليلتين برشق الحجارة على نوافذ عائلتي الصباغ والفتياني ليلا ، مما أدى إلى تدمير زجاج النوافذ .

اعتقال ثلاثة من نشطاء السلام لعدة ساعات
وتحت شعار" لا لم ولن يكون حي الشيخ جراح حيا يهوديا" تظاهر العشرات من نشطاء السلام والمتضامنين واهالي مدينة القدس يوم الجمعة ضد محاولات تهويد حي الشيخ جراح، واعتقلت الشرطة ثلاثة من المتظاهرين لعدة ساعات.

ورفع المتظاهرون شعارات كتب عليها" كفى للمستوطنات في مدينة القدس.. ولا لتهويد حي الشيخ جراح،وجرت التظاهرة وسط تواجد شرطي مكثف بالحي، واستفزاز من قبل المستوطنين، ورددوا هتافات مطالبه باخراج المستوطنين من منازل عائلة الكرد والغاوي وحنون.

وطالب المتظاهرون بوقف استفزازات المستوطنين ضد سكان حي الشيخ جراح، واعربوا عن استغرابهم من قيام الشرطة بقمع النشاطات والتظاهرات السلمية في الحي، في حين لا تحرك ساكنا ضد اعتداءات المستوطنين.

مركز القدس
وفي نفس السياق أصدر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أمس السبت بيانا حذر فيه من تصاعد اعتداءات المستوطنين اليهود على المواطنين المقدسيين في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ، واصفا الاعتداءات الأخيرة التي نفذت ضد سكان الحي بأنها أعمال عربدة تنذر بتطورات خطيرة.

وأشارت وحدة البحث والتوثيق في المركز إلى انه منذ فجر اليوم وحتى ساعات ما قبل الظهر أصيب 8 مواطنين وناشطان أجنبيان في اعتداءات منظمة نفذها عشرات المستوطنين ضد سكان الحي وغالبية المصابين كانوا من عائلتي الغاوي والصباغ نصفهم تقريبا من الأطفال.

ونبه التقرير إلى خطورة هذه الاعتداءات والتي سجلت زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة وباتت تتم على نحو شبه يومي ، منتقدا الطريقة التي تتعامل بها الشرطة مع هذه الاعتداءات وعدم اتخاذ إجراءات حازمة لوقفها ، في وقت لا تتردد فيه الشرطة بقمع تظاهرات الاحتجاج السلمية ضد هذه الاعتداءات.