:: تلخيص الاحكام والاثار على تفجيرات الرياض ::

الفصل الأول
الجهاد لذاته ام لغاية؟


فالاسلام واقعيا في رؤيته لحقائق الحياة والنفوس والاجتماع الانساني،فلذلك اعترف بالحرب لانه يعلم ان طبيعة البشر وسنة الاجتماع كثيرا ماتفضيان الى التنازع والبغي والاعتداء على بلاد المسلمين.
ولكن مع هذا الاعتراف وضع الاسلام سياجا من العدل والرحمة والاحسان بحيث يحمي سيق الجهاد من البغي والهدوان.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم حمل السيف،ولكنه حمله بالقوة والعدل وزينه بالرحمة والعفو والإحسان؛فحينما قدر عفا وقال: (( أذهبوا فأنتم الطلقاء)).
وهكذا كان فعل الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وغيرهم ممن حملوا سيف الحق وشرفوه فشرفهم هذا السيف بالنصر.
فالله سبحانه وتعالى لما شرع الجهاد لم يكن يوما مراداً لذاته او مقصودا في نفسه،فلم تأت به الشريعة لمجرد إزهاق الأرواح، ولكنه كان وسيلة لبلوغ الغايات الإسلامية النبيلة والدفاع بحق عن الدين والأرض والعرض.
فلذلك يعتبر فقهاء المسلمين من سلفنا الصالح ان إراقة الدماء إنما هي مفسدة في حد ذاتها ،ولكن الشرع الحنيف اباح ذلك في بعض الأوقات لمصلحة أ‘ظم منها ألا وهي إعزاز الدين.
فإذا لم يتحقق هذا الغرض يعود الحكم إلى حالته الأولى من تحريم إراقة الدماء.قال ابن دقيق العيد: (( الأصل عدم إتلاف النفوس وإنما أبيح منه مايقتضي دفع المفسدة)).
وإن يغلب علي الظن أن الجهاد لن يتحقق من جرائه المصالح التي شرع لأجلها فقد انتفت مشروعيته وصار غير مطلوب شرعا.
فكون الجهاد يندرج في عداد الوسائل وليست الغايات يترتب عليها أمور هامة منها:
1-ان الجهاد وسيلة مرادة لغاية محددة متى انتفى امكانية بلوغها من خلاله امتنع اللجوء اليه.
2-انه لو وجدت وسائل اخرى غيره تحقق مقصود الدين والشريعة وتجلب المصلحة الشرعية وتدفع المفسدة التي تحدث من الجهاد فالواجب ترك الجهاد واللجوء إلى هذه الوسائل والأخذ بها دون غيرها.
3-إن الإسلام لم يجعل من سياسة الصدام العسكري السياسةالوحيدة اللازم اتباعها دون غيرها،بل اباح للمسلمين انتهاج سياسات كثيرة تندرج من التعاون مع غير المسلمين او التحالف ونحوه.
فالاسلام إذا شرع الجهاد والقتال حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
فالجهاد للجهاد وا القتال للقتال هو نموذج خاطئ للجهاد وهو فهم سقيم له1ا الغرض العظيم من فرائض الإسلام .وللاسف فإننا نراه ورأيناه في هذه الأيام مثل 11 سبتمبر وتفجيرات جزيرة بالي بأندونيسيا وتفجيرات الرياض والرباط..


فلم يجني الإسلام والمسلمون من 11سبتمبر سوى الخراب والدمار وضياع دولة إسلامية هي افغانستان واحتلال العراق وغيره.
ففي الختام يجب علينا ان ندرك المقاصد العليا لهذه الفريضة العظيمة وأن ندرك مواضع أقدامنا قبل أن نضعها، وأن هذه التفجيرات وأشباهها من أشكال الجهاد للجهاد إنما تنفجر فينا وفي دعوتنا النقية وفي رسالة الإسلام السامية قبل أن تنفجر في غيرنا.فالحماس والنية الحسنة الطيبة لا يكفينا وحدهما لقيام الحركة الإسلامة بواجبها الشرعي تجاه قضايا الأمة العظيمة ومشكلاتها الأساسية والهديد الجدي لتغيير هويتها واحتلال بلادها.