لله در هذا الماليزي!!
![لله در هذا الماليزي 03-4](https://2img.net/h/www.alwatan.com.sa/Images/newsimages/3677/03-4.jpg)
د. عبدالقادر بن عبدالرحمن الحيدر
أعاد حاج ماليزي حجرا صغيرا من بقايا الحصى التي رمى بها الجمرات أثناء وجوده لأداء فريضة الحج للعام الماضي، حيث اكتشف بعد وصوله وطنه وجود هذا الحجر في حقيبته فأصر على إعادته مرة أخرى إلى مزدلفة. فقام بجلب علبة زجاج صغيرة ذات قيمة، ونظَّف الحجر وعطَّره ووضعه داخل العلبة، ثم كتب رسالة إلى مدير بريد العاصمة المقدسة وأرفقها بمبلغ عشرة ريالات، حيث طلب من مدير البريد أن يدفعها لسائق سيارة أجرة لإعادة الحجر إلى مكانه. وقام مدير بريد العاصمة المقدسة عبد المحسن بن سلمي الردادي شخصيا بإيصال الأمانة «الحجر» إلى مزدلفة وكتب رسالة لذلك الحاج وأعاد إليه الريالات العشرة ومعها مصحف ومسبحة. فهذه القصة فيها الكثير من العبر يمكن تلخيصها بما يلي:
1) العبرة الأولى: كم نحن بحاجة إلى هذه التربية المثالية والحرص على الأمانة في مجتمعاتنا الإسلامية، فكم هي المخالفات التي يرتكبها الناس صغاراً وكباراً مع سبق الإصرار.. فهذا الحاج الماليزي ترك لنا درسا في الأمانة لا ينساه من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، كم منا من باع واشترى بل وقد أخذ بحق وغير حق؟! ليس في حجر، بل الأمر وصل لمستوى الجبال، والنتيجة والله أموال قد لا يتمتع بها وقد لا يتسلمها هو نفسه، ولكن بالتأكيد سوف يحاسب عليها في يوم التطويق.
2) العبرة الثانية: هنالك دروس كثيرة من عدم إخراج أي حجر أو تراب من المشاعر المقدسة إلى الحل، ففي طريقة حسابية بسيطة: لو أن كل حاج من الحجاج أخذ شيئا من حجارة الرمي لحصلت هنالك صعوبة وقد يتأزم الوضع في حصول الحجاج على تلك الحجارة، كما أنه سوف يفتح باباً واسعاً لدى بعض الحجاج في أن هذه الحجارة المجلوبة من المشاعر المقدسة، مباركة وتفتح أبواب الرزق وغيرها من الخزعبلات.
3) العبرة الثالثة والمهمة جداً، هي تساؤلات يمكن تلخيصها بما يلي: هل أحد منا شاهد حاجاً أو معتمراً ماليزياً يتسول في الحرم؟ وهل أحد منا يمسك جيبه في بيت الله الحرام عندما يشاهد حاجاً ماليزياً؟ بل هل منا من سمع أصوات مجموعة حجاج أو معتمرين ماليزيين في الطواف أو السعي؟ أو هل رأيتم في شعبة المتخلفين والترحيل شخصاً واحداً يحمل الجنسية الماليزية؟ فكم حاجة مجتمعاتنا الإسلامية للتأسي بأخلاق المجتمع الماليزي وأسلوبهم الراقي في التعامل فيما بينهم، وما نشاهده من هدوئهم وانضباطهم واحترامهم الآخرين.
وختاماً ليس من المستغرب نجاح التجربة الماليزية، في المجالات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية بل وحتى السياسية، فهم أهتموا بتربية الإنسان قبل كل شيء، فعلى سبيل المثال لا الحصر: جامعاتهم على الرغم من إمكانياتها المحدودة نجحت (بدون أي ضجيج إعلامي) في تطبيق منظومة علمية وبحثية ينافسون فيها الدول المتقدمة، كل ذلك بسبب الانضباط واحترام الأنظمة والحرص على المال العام وسمعة بلادهم.
عدد القراءات: 723
ملاحظة الحادثة عام 2009
http://www.aleqt.com/2010/11/22/article_471368.html
» طريقه مضمونه عشان تزود منحتك
» الحفل الختامي ﻷنشطة السكن للعام الدراسي 2009-2010
» بين حب وخوف
» تامين قبولات ماجستير في فرنسا (master.france@hotmail.com )
» مجموعة كتب (سيرة الرسول ) صلى الله عليه و سلم
» لكل شخص فقد الأمل ....منعوه فمشى فجراً
» صليت نفس ماما
» هل تريد استمرار المنتدى ؟